كتبت الصحافية ” لمى حيدر” لموقع بكرا أحلى مقالًا يحمل العنوان التّالي: مبادرات “الناس الطيبة” وحقائب الأدوية مستمرة.. أحدهم يرسل 8 حقائب دوريًا بعدما قدمت له “فلاي دبي” تسهيلات من دبي إلى لبنان!
وجاء فيه:
في زمن لم يبق فيه إلا “الناس لبعضها”، بعدما تخلى المسؤولون عن مسؤولياتهم وجلسوا جانباً يتأملون إبادة شعب بات غير قادر على تأمين أدويته وحليب أطفاله، ظهرت المبادرات من “أهل الخير” الذين ينتشرون في كل بقاع الأرض.
ومنذ بداية الأزمة كان واضحاً اندفاع المغتربين لمساعدة من بقي في الوطن بشتى الطرق، حيث لم يتركوا طريقة “تعتب” عليهم، فكانوا خير سند في أحلك ظروف.
ومن ضمن المبادرات المميزة التي عمل عليها مغتربون كثر في عدة بلاد هي تأمين الأدوية وحليب الأطفال، التي كانت متوارية عن الأنظار لوقت طويل ثم عادت لتظهر بأسعار خيالية بعدما رفع الدعم عنها دون سابق إنذار أو رحمة.
ومن دبي، تولى السيد رغيد حمود المسؤولية لتأمين كميات من الأدوية ليرسلها إلى لبنان دون أي مقابل. حيث بدأ من خلال مجموعة “كلنا حدك” على “فايسبوك”، لتكبر مبادرته وبات يرسل كل أسبوعين حوالى 8 حقائب معبأة بالأدوية، وذلك بعدما قدمت له شركة طيران “فلاي دبي” تذكرة أسبوعية مع عدد حقائب مفتوح لتسهيل نقل الدوء إلى لبنان.
وفي حديث للسيدة رولا الحاج صعب التي تتولى توزيع جزء من الأدوية التي تصل من دبي وصاحبة مجموعة “Swap and Support” عبر “فايسبوك”، والتي تعنى بتأمين وتبادل أدوية وحاجيات أخرى، أكدّت أنّ الطلب اليوم على الأدوية غير مسبوق.
وعن الوضع المأساوي الذي وصلنا إليه، تقول رولا لموقع بنت جبيل: “في شاب بالجيش بأمنلوا دوا حقه 600 ألف، بقلي قد نص معاشي”.
وتشير إلى أنّ مبادرات تأمين الأدوية باتت تتنقل بين عدة بلدان ولم تقتصر فقط على دبي، فاتجهت إلى تورونتو واستراليا، وذلك عبر مجموعة “كلنا حدك”.
واللافت في حديث رولا هو ما ذكرته أنّ هناك سيدة بلجيكية وشاب فلسطيني يعيشون في دبي يرسلون أدوية وحليب وحفاضات للأطفال بشكل مستمر.
وتؤكد أنّ من كان قادراً على تأمين أدويته في الأيام الماضية، بات اليوم عاجزاً عن ذلك في ظل الإرتفاع الجنوني بعدما رفع الدعم، وهذا ما يعزز أهمية هذه المبادرات اليوم.
“كل قرش بيجي بيندفع إما للمستشفى، وإما فحوصات أو أدوية”، هذا ما تقوله رولا عن مصير المساعدات المادية التي تصل.
كثر من الناس اليوم تخلوا عن حاجاتهم الأساسية لتأمين أدويتهم، وآخرون تخلوا عن أدويتهم لتأمين حاجاتهم، فمن يعاني من مرض مزمن بات بحاجة لـ “معاش كامل” ليكون بخير على الصعيد الجسدي، أما النفسي فلا أحد بخير.
“من الناس للناس”، تلخص رولا المبادرة التي يقومون بها، مكرسين وقتهم وجهدهم وتعبهم دون أي مقابل، فكل ما يرجونه هو صحة الناس لأنّها لا تقدر بأيّ ثمن.
كثر من استغلوا، نهبوا، سرقوا، واحتكروا دون خوف من دعوة مريض أو موجوع أو جائع. وفي المقابل هناك كثر من “الناس الحلوة” التي تقدم كل ما لديها في سبيل إنسانيتها، أثمن ما يملك الإنسان.
زينب بزي – بنت جبيل.أورغ