بالفيديو: مصابة بشلل نصفي تخترع نظاما لتشغيل كرسيها المتحرك باستخدام “سكوتر” كهربائي
أصيبت شارلوت بشلل رباعي بعد إصابتها باللوكيميا والمضاعفات السلبية للعلاج وبعد استعادتها حركة ذراعها لازمت الكرسي المتحرك منذ سن الرابعة، ولكن ذلك لم يمنعها من تطوير كرسي متحرك لأصحاب الاحتياجات الخاصة منخفض التكاليف باستخدام السكوتر الكهربائي.
تقول شارلوت “كان والداي متأكدين من أنني سأحظى بحياة طبيعية، وأنا اليوم أقود السيارة، وأعمل ولدي شقة واستمتع بحياة مستقلة”.
وقالت الكاتبة كارولين دي ماليت، في تقريرها الذي نشرته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، إنه بعد التحاق شارلوت بكلية إدارة الأعمال والعمل في شركة إيرباص (Airbus) لمدة 3 سنوات، التقت 4 شباب يتدربون على الابتكار، بعد تخصصهم في مجال الهندسة، ويعملون على إيجاد حل لتحسين حياة الأشخاص المقعدين.
ولادة الفكرة:
بعد قضائها 4 سنوات في شركة إيرباص وبينما كانت تخصص وقتا كبيرا لمشروعها، قررت شارلوت البالغة من العمر 29 عاما إنشاء شركة أومني (Omni) في 2018 مع 4 شركاء آخرين، هم المدير نوي فينو كان ورومان لوم وسيلفان ريتشارد وماثيو زوت.
تقول شارلوت “تستغرق الرحلات في وسائل النقل العام على كرسي متحرك ضعف المدة التي تستغرقها الرحلات العادية، حيث يصعب الوصول إلى مترو الأنفاق في باريس بالنظر إلى التغييرات والعقبات التي تعترضنا أحيانا مثل الحجارة أو المنحدرات”.
كما أن الكرسي المتحرك باهظ الثمن، إذ يبلغ ثمن الكرسي المتحرك اليدوي البسيط 5 آلاف يورو، ويتكفل صندوق الضمان الاجتماعي بتسديد 600 يورو فقط من جملة النفقات.
عامان لتطوير نظام تشغيل منخفض التكلفة:
بعد دراسة أفكار عديدة، تبين للفريق أن أفضل ما يمكن صنعه هو أداة أو نظام تشغيل يمكن من ربط الدراجة الكهربائية بالكرسي المتحرك.
وأوضحت شارلوت أن “معظم أنظمة المحركات الحالية مصممة حصريا للمقعدين، وذلك ما يفسر ثمنها الباهظ. في المقابل، يوفر التسويق لمنتج يستهدف عامة الناس ميزتين، التكلفة المنخفضة بفضل ارتفاع كمية المبيعات، وتغيير تصور عامة الناس للإعاقة من خلال استعمال دراجة كهربائية”.
تضيف شارلوت “كنا نظن أن تطوير هذا النظام سيستغرق 6 أشهر فقط ولكن على خلاف توقعاتنا استغرق عامين، ومئة ساعة من الاختبار، لأننا أردنا حلاً شاملاً يناسب جميع الدراجات وجميع أنواع الكراسي. بشكل عام، يتكون نظام غلوب تروتر(Globe Trotter) من 3 أجزاء، الجزء الذي تثبت عليه الدراجة والجزء المخصص للكرسي المتحرك وأداة تربط بينهما قابلة للإزالة”.
بمجرد إنشاء النموذج الأولي، أطلقت المجموعة 20 وحدة كجزء من المرحلة التجريبية. وقد استفاد الفريق من فترة الإغلاق لإنشاء شبكة التوزيع الخاصة بهم. وقد تزايدت شعبية “غلوب تروتر” منذ بداية الأزمة الصحية المتعلقة بوباء فيروس كورونا. فاز هذا الابتكار في العديد من المسابقات، وتلقى العديد من المنح بلغت قيمتها 500 ألف يورو من طرف بنك الاستثمارات العامة والعديد من المؤسسات الأخرى.
بلوغ الهدف في 3 أيام
أفادت شارلوت بأنه “في 3 أيام فقط، حققنا هدفنا الذي قدر بـ 15 ألف يورو، علما بأن سعر غلوب تروتر يبلغ 590 يورو مع شراء الدراجة الكهربائية يصل سعرها 1200 يورو، وبذلك يكون أرخص 4 مرات مقارنة بالعروض المتوفرة اليوم”.
وتساعد الإيرادات والمنح المقدمة لشركة “أومني” على تمويل دراسة لتطوير عمليات التصنيع الخاصة بها، بالإضافة إلى قالب للتصنيع، وقد تعاقدت مع العديد من الشركات في شمال فرنسا. وفي حال استهدفت حملات التسويق عامة الناس، يمكن العمل مع الشركات المصنعة ومشغلي الدراجات ذاتية الخدمة.
75 ألف صاحب مشروع من ذوي الإعاقة
كُرمت شارلوت مساء الخميس 17 ديسمبر/كانون الأول بحصولها على لقب المبدع من قبل مؤسسة تدعم رواد الأعمال ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقد قدمت هذه الجوائز تحت رعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمسؤولة عن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني أوليفيا غريغوار، وسكرتيرة الدولة المكلفة بذوي الاحتياجات الخاصة في فرنسا صوفي كلوزيل.
وبشكل عام، تشجع مؤسسة آب أنتربرونور 75 ألف شخص من رواد الأعمال الحاملين لإعاقة.
المصدر: الجزيرة نت.