خاص – بشوفك
300 ألف ليرة مبلغ من المال قد نصرفه خلال ساعة أو يوم أو حتّى شهر، ولغايات عدّة قد تكون أساسية أو كمالية، ولكن ثمة من يقوم بتقسيط هذا المبلغ على مدار عام كامل، ليؤمن لابنه حق التعليم في مدرسة رسمية!
“غدي” هو الشخصية الوهمية التي ابتكرتها جمعية “كونوا معنى”، والتي تمثّل كل طفل في المجتمع يعجز أهله عن دفع مستحقات المدرسة الرسمية، ويحلم بمستقبل زاهر، وبغدٍ أفضل.
فأطلقت الجمعية برنامج “علّم معنى” لتقدّم لكل “غدي” في المجتمع زادًا لا ينضب ولا يُسلب ولا تنتهي صلاحيته، وهو العلم، في حين يتولّى مهمة تبنّي تعليمه أفراد المجتمع من أصحاب العمل الخيّر ، فتكون الجمعية بذلك ضربت بحجر “غدي” عصفور دعم المحتاج وعصفور تنمية حسّ العطاء لدى المتبرع.
البرنامج يهدف إلى دعم العائلات المحتاجة في تعليم أولادهم في الثانويات والمعاهد والجامعة الرسمية، إذ إنّ التعليم الأساسي في حلقاته الأولى خاصة مفترض أن يكون مجانيًا. كما يشمل البرنامج تكاليف الدراسة كالزي المدرسي والنقل.
كيف يمكن المشاركة في برنامج “علّم معنى”؟
في حديث إلى موقع “بشوفك” مع أمينة سر جمعية “كونوا معنى” السيدة ليال أمان الدين صعب، قالت إن كل شخص يمكنه التبرّع حسب قدرته وبطرق مختلفة على الشكل التالي:
– التبرّع بأي مبلغ حتّى لو كان زهيدًا
– التبرع لتغطية تكاليف معينة (الزي المدرسي، نقل…)
– التبرع برسم التسجيل لمدة عام كامل فقط
– تبنّي تعليم طفل لإنهاء المرحلة الدراسية
أما طريقة الدفع فتتم من خلال الجمعية إما نقدًا أو عبر حسابها المصرفي.
وهذا الجدول يوضّح قيمة المبلغ بحسب المرحلة الدراسية
كيف تختار الجمعية العائلات لمساعدتها؟
قالت صعب إن الجمعية تتعاون مع المدراس في الشوف لمعرفة أسماء التلاميذ الذين يعانون من ظروف معيشية صعبة تمنعهم من تسديد مستحقاتهم المدرسية، وبعدها تقوم الجمعية بمهمة الإستقصاء عن وضع كل تلميذ على حدة، للتأكد من الحاجة الملّحة للمساعدة.
صعب شرحت أنه نادرًا ما تفصح العائلات المحتاجة عن ظروفها المعيشية، بسبب “عزة نفسهم” على حد تعبيرها، فتأخذ الجمعية على عاتقها مهمة الإستقصاء.
وأضافت: “لقد صدمنا بوجود عائلات تحتاج إلى أبسط الأمور المعيشية في منطقة الشوف”.
هل يعلم التلاميذ بالجهة التي قامت بمساعدتهم؟
أوضحت السيدة ليال صعب أنه في البداية لن يتم الكشف عن هوية الجهة المساعدة، ولكن بعدها سيتعرّف التلاميذ على الجمعية، خصوصًا وأن دورها لن ينتهي عند تأمين رسم التسجيل، بل ستقوم لاحقًا بنشاطات تثقيفية وترفيهية للمتعلمين بشكل مستمر وستتابعهم دائمًا، كاشفة أن معظم نشاطات الجمعية موجّهة للأطفال إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة باعتبارهم جيل المستقبل.
أما الأشخاص الذين سيتبنون تعليم تلميذ، فقالت صعب: “سيتعرّفون عليه لاحقًا ويبقون على تواصل معه ويتابعونه”.
وكشفت أنّه حتى الأن تم مساعدة 25 تلميذًا في المرحلة الثانوية، وبرنامج “علم معنى” لن يتوقف مع بداية العام الدراسيّ.
وأوضحت السيدة ليال صعب أن هذا البرنامج يتم خلال العام الأول في منطقة الشوف، وتسعى الجمعية إلى أن يصبح على نطاق أوسع في السنوات المقبلة، لمساعدة أكبر عدد ممكن.
وأكّدت أنّ الجمعية تتلقى مساعدات لنشاطاتها من أي جهة تنوي عمل الخير تحت شعار: “ما دمت تنوي الخير فأنت بخير”، موضحةً أن أعضاء الجمعية يساهمون في إنجاح برنامج “علّم معنى”، ليس من خلال عملهم التطوعي فقط، بل من خلال اشتراكاتهم.
ماذا عن تجاوب الناس؟
كشفت أمينة السر أن الناس لديهم النية لعمل الخير والمساعدة، وعندما يعرفون بأي عمل اجتماعي إنساني لا يترددون في المساعدة، وحدثتنا عن نشاط خيري أقامته الجمعية بمناسبة عيد الأضحى، مشيرة إلى أن الجمعية تلقت في بدايته 25 مساعدة عينيّة، وانتهى بـ 80 مساعدة!
رسالة إلى الدولة ودعوة إلى الناس
وجّهت السيدة ليال صعب رسالة إلى الدولة قائلةً: “إن دولتنا لا تسأل عن مواطنيها، ليتها تسأل عن أفراد المجتمع الذين يعانون من ظروفهم المعيشية الصعبة”.
كما توجهت إلى الأشخاص ودعتهم إلى تذكّر كل شخص محتاج، وأن يعلّموا أولادهم على الخير والمحبة والعطاء وعلى المفاهيم الأساسية لبناء مجتمع أفضل.
من هي جمعية “كونوا معنى”؟
جمعية خيرية تعنى بكافة زواريب المجتمع الثقافية والرياضية والصحية والبيئية والفنية، شعارها “نلتقي لنرتقي”. وتعتبر أن كل شخص بإمكاناته وباختصاصه يستطيع أن يحدث فرقًا في مجتمعه، حتّى لو كان صغيرًا، متخطية كل الحواجز الطائفية والحزبية والمناطقية.
للتواصل مع جمعية كونوا معنى
عبر الهاتف:03231776
عبر صفحة الفيس بوك: Kouno Maana – كونوا معنى