خاص _ بشوفك
ملايين المنشورات تشهدها يوميًا مواقع التواصل الإجتماعي، ترافق إيقاع حياتنا السريع. بعضها قد يعرّض ناشريها إلى الملاحقة القانونية ويجرّهم إلى التحقيق أو حتّى التوقيف، في حال تضمنت آراءً وتعابير تتناول قضايا معينة أو شخصيات معروفة، يرى فيها هؤلاء تجاوز لحرية التعبير عن الرأي إلى فعل القدح والذم.
فقد باتت أي “نقرة ناقصة” أو غير مدروسة تضع صاحبها في دائرة الخطر، قد تصل ربما إلى عقوبة السجن.
من هنا، وبالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يصادف في 10 كانون الأول، تنظّم منظمة الإنماء الشبابي Ydo بالتعاون مع بلدية بتلون جلسة حوارية بعنوان: “حق التعبير في عصر التواصل الاجتماعي”، يوم 7 كانون الأول في مبنى بلدية بتلون الساعة السادسة مساءً، لتوعية الناشطين على حقوقم وواجباتهم، وعلى الضوابط القانونية، وربما حمايتهم من أنفسهم!
وفي حديث مع ممثلة جمعية Ydo الدكتورة رولا جعفر إلى موقع بشوفك قالت: “نسمع كثيرًا عن حقوق الإنسان ولكن لا نعرف فعلًا ما هي حقوقنا وأصول ممارستها، وفي عصر مواقع التواصل الاجتماعي وإزدياد عدد الاستدعاءات والملاحقات القانونية بتنا بحاجة ماسة وخصوصًا فئة الشباب للتعرف أكثر على حقهم في التعبير عن الرأي والضوابط القانونية”.
وأكدت جعفر أن اللقاء هو عبارة عن جلسة حوارية يستهدف فئة الشباب من عمر 14 إلى 25 عامًا، حيث سيستمع المتحدثون إلى آراء المشاركين ويناقشون المشاكل التي تواجههم، وسيجيبون عن كل أسئلتهم.
أما المتحدثون في الجلسة الحوارية فهم:
– الأستاذ غسان مخيبر الذي سيتحدث كناشط حقوقي عن واقع ما يحصل وعن المشاكل في ممارسات القضاء خصوصًا عند تسييسه في مسائل التعبير عن الرأي.
– المحامي الدكتور سلام عبد الصمد: سيتحدث عن الظوابط التي يفرضها القانون.
– الإعلامية سوزان تلحوق: ستدير الجلسة الحوارية وسيكون لها مداخلة مقتضية.
ووجهت الدكتورة رولا جعفر رسالة إلى الشباب بأهمية المشاركة في الجلسة لأنها تجمعهم بأصحاب الاختصاص لتوعيتهم على حقوقهم وعلى القانون الذي يحميهم، والأهم على الأسس التي يجب مراعاتها عند التعبير عن آرائهم.
وفي حديث مع المحامي الدكتور سلام عبد الصمد إلى موقع بشوفك، قال إن مواقع التواصل الاجتماعي هي سيف ذو حدّين، مضيفًا: “فلأنها متطوّرة سهّلت التواصل بين الناس، وعززت المعرفة في شتى المجالات، حتّى أن الناس استبدلتها بالكتب والجرائد”.
وتابع: “وفي الحد الآخر يتم إساءة استعمال هذه الوسائل من قبل ناشطين كاستعمال عبارات تتضمن القدح والذم بحق أشخاص أو شخصيات معروفة، أو للنيل من المقامات، أو لتناقل صورًا وفيديوهات لأشخاص أو أحداث لا يجوز نشرها”.
وأوضح الأستاذ عبد الصمد أن كل هذه الأمور تعتبر تجاوزات من وجهة نظر القانون، متحدثًا عن أهمية التمييز بين استعمال الحق و سوء إستعماله، مشيرًا إلى أن هذا الحق يجب أن يمارس ضمن الضوابط التي حددها القانون وأي تجاوز قد يعرّض أصحاب المنشورات للمساءلة القانونية.
وشدد المحامي الدكتور سلام عبد الصمد على الشباب ضرورة أن يعرفوا ما هي حقوقهم وواجباتهم وأن يلتزموا بالبنود القانونية لحمايتهم، مشيرًا إلى أن الدستور اللبناني نصّ على حق التعبير عن الرأي من دون تجاوز القانون، قائلًا: مسموح إنتقاد النائب وغير مسموح تناوله بتعابير نابية، مسموح إنتقاد مشروع ولكن لا يحق الإساءة إليه”.
عبد الصمد دعا الشباب إلى المشاركة في الجلسة الحوارية بالقول: “إذا كان لديهم الحشرية بالفعل لمعرفة حقوقهم وواجباتهم، خصوصًا في ظل افتقار النظام التربوي إلى هذا النوع من المواضيع، فتأتي هذه المحضرات لسدّ النقص، كما أن الجلسة هي فرصة كي يتجنبوا المشاكل في المستقبل”.