شباب من بلجيكا يقضون أسبوعًا في بيوت أهل الشوف لاكتشاف الثقافة العربية والتعرف على العادات والتقاليد ضمن مشروع “الشوف BEL”
بِشوفك – غيدا الصايغ زيتوني
أقامت جمعيّة Ydo في الشوف، بالتعاون مع جمعيّتي LEJO و Tumult في بلجيكا، مشروعًا يحمل عنوان ” الشوف BEL ” يهدف إلى الجمع بين الشباب البلجيكي واللبناني وتعزيز العلاقات بين البلدين، في مغامرة لمدّة أسبوع.
وقد أتاح هذا المشروع، المموّل من قبل الإتحاد الأوروبي، لشباب من بلجيكا تتراوح أعمارهم بين الـ16 والـ17 عامًا، فرصة الإقامة في منازل عائلات لبنانيّة في الشوف، بدلًا من الفنادق، وذلك بهدف اكتشاف الثّقافة العربيّة، والتّعرّف على عادات وتقاليد اللّبنانييّن، ممّا يؤدّي بالتّالي إلى التّبادل الثّقافيّ وتمكين الشباب من الإنخراط في المجتمع.
وفي حوار لموقع”بِشوفك” مع الأستاذة جنى ذبيان منسّقة المشاريع في جمعية Ydo، صرّحت بأنّ هذا المشروع هو الأوّل من نوعه بالنسبة للشباب البلجيكي، إذ هي المرة الأولى التي يزورون فيها بلدًا في منطقة الشّرق الأوسط، وأنّ التحضير لهذا المشروع استغرق شهرين من العمل، وقد تمّ وضع برنامج تضمّنَ الأماكن السّياحيّة والتّراثيّة التي سيزورها الشّباب في الشوف، كما تضمّن مجموعة من النّشاطات وورش العمل وحلقات توعية حول الحوار والتحاور بين البلدان…
وقد تعرّف الشباب البلجيكيّ خلال هذا الأسبوع على لبنان الحقيقيّ، بسلبيّاته وإيجابيّاته، فتجولوا بين أحضان طبيعة الشوف الخلابة وجالوا في أسواقه وخاصّة سوق بقعاتا، وزاروا أماكنه الأثريّة وتعرّفوا على معالمه التّاريخيّة…
وكذلك تعرّفوا على قواعد التّصرّف وأسس السّلوك المنزليّ والتّعامل بين أفراد الأسرة الواحدة، واكتشفوا الترابط والتلاحم بين أفراد العائلة، الّذي يفتقده معظم سكان الغرب…
وقاموا أيضًا بتجربة صناعة بعض الأشغال والحرف اليدويّة كصناعة الفخّار والكونفا، فحاكوا بأنفسهم اسم “بيروت” وحملوها معهم ذكرى إلى بلادهم…
وخلال وجودهم بين أهل الشوف وفي منازلهم عاش البلجيكيّون أيضًا معاناة الشّعب اللبناني من ناحية تردّي الوضع الإقتصادي وانقطاع الكهرباء والمياه وغيرها من الأمور التي أصبحت تُثقل كاهل المواطن بالعموم…
أمّا يوم الوداع فقد كان مؤثّرًا جدًا وفق ما ذكرته “ذبيان”، ودموعهم خير دليل… فأشاروا أنهم عاشوا تجربة فريدة من نوعها ووعدوا بتكرارها وبإقامة روابط دائمة مع الشباب اللبناني.