غضب في الإقليم من اعتماد كسارة الجية كمطمر أو محرقة للنفايات

غضب في الإقليم من اعتماد كسارة الجية كمطمر أو محرقة للنفايات

 تعيش منطقة اقليم الخروب، حالاً من الغليان والغضب والخوف، وبوتيرة متصاعدة، في ظل الراشح من المعلومات عن إصرار الحكومة على تنفيذ الخطة البيئية في منطقة الاقليم، عبر استحداث مطمر ومكب ومحرقة للنفايات في موقع كسارة الجية – بعاصير، على الرغم من الرفض العارم لأبناء الاقليم، من أحزاب وبلديات وجمعيات، لهذا المشروع المدمّر والمميت على ما تبقّى في المنطقة من أحياء.

 

وبحسب الواقع على الأرض، فإنه يسجّل تحضيرات واستعدادات شعبية للتصدّي ومواجهة المشروع وبكل الوسائل المتاحة، متسلّحين بالنسب العالية التي تسجّل في المنطقة لجهة ارتفاع معدّلات الإصابات بأمراض السرطان والربو والحساسية، نتيجة التلوث في الأجواء بفعل سموم المعامل والكسارات ومصادر التلوث العديدة والإستخدام العشوائي لمادة المازوت من السيارات والشاحنات والباصات دون حسيب ولا رقيب، وعلى وجه الخصوص سموم معمل الجية الحراري الجديد والقديم، وسموم بواخر الكهرباء، المنتشرة في الاجواء على مدى ٢٤ ساعة، من جهة ومن جهة ثانية، على خلفية أنه يكفينا ما عندنا من ملوّثات في الاقليم، ولا يمكن أن نسمح إضافة مصادر ملوثة جديدة مهما كانت الإعتبارات والتحديات.

 

إقرأ أيضاً: النائب بستاني في قداس عيد مار عبدا ممثلاً رئيس الجمهورية

 

 ويبدو ان المواجهة الشعبية ستكون أشرس من المرات السابقة، لأنها وكما يرى العديد من أبناء المنطقة، أن هذه المواجهة هي بمثابة رصاصة الرحمة، وهنا يؤكد عدد من شبان البلدات المجاورة للموقع، وعلى وجه الخصوص في بلدات برجا والجية وبعاصير وضهر المغارة وغيرها، على رفضهم حتى فكرة المشروع جملة وتفصيلاً، ويؤكدون انهم على جهوزية واستعداد تام للمواجهة، وخوض معركة الوجود والمصير لدحر هذا “الشبح” و”التنين” القادم الينا، والذي لا يحمل سوى الموت والدمار والرعب والأمراض. كما يؤكدون على إستعداهم لمواجهة شاحنات الموت التي باتت تلوح في الأفق قوافلها، وهي تحمل الموت إلينا بالجملة، لمنطقة آمنة ومسالمة ووفيّة وخزان أساسي للدولة ومؤسساتها.

 

ويشدد الشباب على أنهم لن يسمحوا للشاحنات بدخول موقع الكسارة، وسيواجهونها بأجسادهم الحيّة دفاعاً عن سلامة أهلهم وأطفالهم، ويسأل الشباب الجهات الرسمية، هل هكذا يكافأ أهالي المنطقة الذين قدموا الشهداء والغالي والنفيس للدفاع عن الوطن ومؤسساته الشرعية منذ فجر التاريخ وحتى اليوم؟

 

ويأسف الاهالي طريقة تعامل الجهات الرسمية ونظرتها لمنطقة اقليم الخروب، والإستخفاف بها، وكأنها مقبرة مفتوحة، لا منطقة حية بكل معنى الكلمة، وذات ولاء كبير لأهل الدولة اللبنانية.

 

ويقول الشباب: “نحن نريد من الدولة مشاريع حياة، لا مشاريع الأمراض والخوف والموت، كفى ما نعانيه من تنشّق يوميّ للسموم، وموت على البطيء، ما تحملناه ونتحمله لا يمكن لأي منطقة أن تتحمله، لذلك نطالب الحكومة العودة عن قراراها اذا اعتمدت كسارة الجية – بعاصير كموقع للنفايات، لأننا بتنا لا نثق بأي عمل او مشروع بهذا الخصوص على المستوى الرسمي، هناك هوّة كبيرة بين الدولة والأهالي لجهة انعدام الثقة، وما يجري في منطقتنا يحمل علامات استفهام كبيرة، ولا يمكن ان نثق بأحد، لأن تجاربنا مع الدولة بهذا الموضوع مُرّة، ولا يمكن للمؤمن أن يُلدَغ مرتين، نحن كأبناء وشباب من اقليم الخروب، لا نثق ايضاً بالجهات الرسمية أو بغيرها، حتى وإن أعلنوا أنهم سيجلبون الذهب لكسارة الجية او لموقع آخر في اقليم الخروب، لقد تحمّلنا نفايات لبنان، فليبعدوا عنا هذا “التنين”، نحن من سيقوم بقتله في أرض المعركة والمواجهة، ومن هناك، نقوم بتوزيع نعوة “التنين” الى العالم كله، وحتى لا يفهم البعض بأننا نهدد او نتوعد، لا نحن نحذر وننبه، ونجدد تأكيدنا على أنه “لن يمر لن يمر ولن يمر، إلا على أجسادنا”.

 

إقرأ ايضاً: بيان طارىء صادر عن أبناء بلدة بيقون – الشوف

 

ومن جهة ثانية، وعلى الرغم من رفض بلديات وأحزاب المنطقة للمشروع، يعتبر الشباب أن صاحب القرار بهذا الموضوع، لا تملكه الحكومة او وزارة البيئة او هذا الحزب او ذاك، أو هذه البلدية أو تلك، إنما صاحب القرار هم الأهالي، الذين هم من سيدافعون عن منطقتهم بأنفسهم لحمايتها وحماية أهلها وعيشهم بسلام، لأن مشروع النفايات، بالإضافة الى أضراره وما يحمله من موت وأمراض، فهو يتسبب بتهجير الناس من أرضها، وتحويلها الى أرض محروقة شبيهة بـ “هيروشيما”، بعد ان كانت سياحية بإمتياز.

 

وعليه، كل الأنظار شاخصة الى موقع كسارة الجية – بعاصير، وستكشف الأيام المقبلة كل التحليلات والنوايا وما يحضَّر لمنطقة اقليم الخروب، التي ما كانت إلّا وفيّة لجميع الزعماء والسياسيين عبر التاريخ، فهل ستنصفها الدولة؟ نأمل ان تكون كل توقعاتنا خاطئة، وأن لا يكون بالفعل هناك مثل هذا المشروع على أرض الواقع في اقليم الخروب

 

أحمد منصور

المصدر:بوابة الإقليم والشوف

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *