الكمامات والمفاهيم الخاطئة: في هذه الحالات لا تضعوها وإلا!
بشوفك – بيان العلي
تهافتت الناس مع انتشار فيروس كورونا COVID-19 المستجد، إلى الصيدليات لشراء الكمامات الطبّية والوقائية، خوفًا من انتقال الفيروس إليهم خصوصًا عند الاختلاط بأشخاص آخرين.
حالة الهلع هذه أدت إلى شحّ عالمي على مستوى توفّر الكمامات، حتّى في الدول المصنّعة لها أو المصدّرة، ما ألقى بتدعياته إلى إرتفاع ملحوظ في أسعار الكمامات أو حتّى فقدانها كليًا من السوق وهدرها بشكل يحرم عدد كبير من المرضى هم بأمسّ الحاجة إليها من فرصة إيجادها والحصول عليها.
مفاهيم خاطئة كثيرة عن الكمامة وأهمية وضعها في هذا الوقت العصيب، نقلناها إلى الأستاذ طلال أبو مجاهد رئيس قسم الصحة العامة والوقاية من الأمراض البيولوجية في دائرة الصحة البيئية والسلامة وإدارة المخاطر في الجامعة الأميركية في بيروت AUB.
الكمامات الطبّية VS الكمامات الصناعية
في حديثٍ لموقع “بشوفك” قال أبو مجاهد إنّ على المواطنين التمييز بين الكمامات الصناعية والطبية قبل شرائها، موضحًا أن الكمامات الصناعية تستعمل عادةً للوقاية من الغبار والغازات والجزيئات المتسرّبة من المعامل، فلا تقي من الفيروسات والأمراض المعدية عكس الكمامات الطبّية.
الكمامات الطبية
الكمامات الصناعية
وأشار أبو مجاهد إلى أن الكمامات الطبّية نوعان: Surgical Mask (الأقنعة الجراحية) و N95 mask، فالنوع الأول يحمي من 50 إلى 60 بالمئة من الفيروسات، أما الثاني فيتم عادةً استخدامه من قبل الأطباء والممرضين لمعالجة المصابين بالفيروسات، لذا فهو يقي بنسبة أعلى من غيره لأنه يغطي الفم والأنف بشكل أفضل، وعلى الشخص استخدامه مرة واحدة ورميه فوراً في كيس نايلون محكم الإغلاق، ومن الأنسب وضعه 8 ساعات متواصلة وعدم إزالته نهائياً، مشيرًا إلى إنّ استخدام N95 mask لأكثر من ساعة يُشكل خطرًا على شخص يعاني من ربو أو ضيق في التنفس.
الكمامة الطبية
N95 mask
هل صحيح أن الكمامات الطبّية تحتوي على فيلتر من الجهة البيضاء منه كما يُشاع؟
يجيب أبو مجاهد: نعم يجب أن تكون الجهة البيضاء من الكمامة إلى جهة الوجه أو الداخل، والجهة الملونة إلى الجهة الخارجية لأنها تحمي من الجزئيات أكثر وتحتوي من على مواد تخفف الاشتعال.
وحذر أبو مجاهد من استخدام هذا النوع على أن يكون من قِبَل شخص واحد فقط، ولمرّة واحدة فقط، والحرص على عدم إزالة الكمامة ووضعها أكثر من مرة لأنها تفقد بعدها فعاليتها، كما أن لمسها باليد أمر خطير جداً وخصوصاً إذا كانت اليدان ملوّثتين، كما يجب التخلّص من تلك الكمامة فوراً من خلال رميها في كيس نايلون محكم الإغلاق.
ونبّه أبو مجاهد الناس على ضرورة الإنتباه إلى نوعية الكمامة التي يشترونها، وأن لا يقعوا بفخ التجار الذين يبيعون كمامات غير مجدية ورديئة، مؤكدًا على أنه من الأفضل عدم شراء الكمامة التي لا تشكّل درع حماية للشخص.
كيف نميّز الكمامة الجيّدة من تلك الرديئة؟
يقول أبو مجاهد: إن الأمر سهل جدًا، إذ نقوم بهذا الإختبار:
إذا كانت الكمامة تسمح بالتنّفس بشكل طبيعي وخروج النفس منها، فهذا يعني أن نوعيتها رديئة.
أما إذا كانت تحصر النفس داخلها فتشعر به ساخنًا بين الكمامة ووجهك، فهذا يعني أن الكمامة ذات نوعية جيّدة.
هل يحتاج الشخص إلى كمامة في حال كان بمفرده؟
يؤكد الأستاذ طلال أبو مجاهد أنه لا حاجة للكمامة عندما يكون الشخص بمفرده في أي مكان، خصوصاً وأن الكورونا لا ينتقل بالهواء، فهو بالتالي يقوم بهدر الكمامات بشكل عشوائي.
ولكن عندما يتواجد شخصان أو أكثر في مكان مغلق أو مفتوح، فيجب على الجميع وضع الكمامات لأن إحتمال العطس أو السعال كبير ما يؤدي إلى تطايرالرذاذ من الشخص باتجاه الآخر، ونقل الفيروسات في حال وجدت.
وشدد أبو مجاهد على أنه بحال عدم توافر الكمامة يجب العطس والسعال على الكوع أو على منديل ورقي ورميه فوراً في سلة المهملات، بالإضافة إلى المحافظة على المسافة الآمنة بين الأشخاص (متران).
في الختام شدد أبو مجاهد على ضرورة توعية الناس على أهمية وضع الكمامة في الوقت والمكان المناسبين وليس بشكل عشوائي، خصوصًا بين القوى الأمنية والسلطت المحلية والمتطوعين على الأرض، آملاً الوصول إلى خط الدفاع الأول وهو معرفة كيفية الوقاية من الفيروس بدون استخدام الكمامة والقفاز.