خاص موقع بشوفك
بمبادرة إنسانية لافتة، استطاع أصدقاء الشاب هادي يحيى، بالتعاون مع أهله وبدعم من بلدية بريح، المشاركة في فعاليات مهرجان بريح الفنّي الذي أقيم في 18 آب، من خلال “ستاند” لبيع الأطعمة (فول وحمص وذرة) لقاصدي المهرجان.
هادي شاب من ذوي القلوب الطاهرة، توجّه قبل أيام من المهرجان إلى مبنى البلدية لحجز ستاند وإستئجاره، بما يمكّنه من المشاركة في المهرجان، وقد لاقى سعيه ترحيبًا من قبل رئيس البلدية الأستاذ صبحي لحّود ونائبه الأستاذ علي بو عز الدين، اللذين عبّرا له عن سعادتهما بمشاركته، معربين عن دعم البلدية الكامل له، ومقدمين له الستاند.
سليمان العلي: “هدف الستاند كان الدعم المعنوي لهادي قبل المادي”
وقد سارعت عائلة هادي وأصدقاؤه إلى تأمين مستلزمات الستاند كافة.
وفي حديث إلى موقع “بشوفك” مع السيد سليمان العلي الذي أشرف على كل التحضيرات، قال: “حرصنا على اختيار طعام صحي نقدمه للزائرين، مراعين إلى المعايير الصحيّة المعايير البيئيّة، فلم نستخدم الأواني البلاستيكية للتقديم، بل الأواني الكرتونية والخشبية”.
سليمان الذي ساعد هادي في تقديم المُنْتَج وبيعه مع عدد من الأصدقاء، أوضح أن عدد الزبائن كان لا بأس به، مشيرًا إلى أن كل من رأى هادي كان يقترب ليشتري منه، موضحًا أنه ” لولا ضيق الوقت لكنّا استطعنا توسيع دائرة الإعلان عن مشاركة هادي في المهرجان.”
وقال: “التجربة كانت إيجابية جدًا، وتعلّمنا منها الكثير، لتكون المشاركة أفضل في المرات المقبلة”.
سليمان أوضح أن مساعدة هادي في الستاند كانت دعمًا معنويًا له قبل أن يكون ماديًا، داعيًا الجميع إلى التعامل بإنسانية مع الأشخاص ذوي القلوب الطاهرة، وعدم تفرقتهم عن باقي الأشخاص.
هادي يحيى: “أخي علاء أول شخص اشترى مني”
هادي وقف وانتظر الزبائن لشراء منتوجاته، فانقسموا بين من اقترب حبًا بالفول والحمص والذرة، وآخرون حبًا برؤية الفرحة في عينيه وهو يقوم بعمل لطالما حلم به. وحتّى لو اختلفت غايتهم، فالرسالة التي وصلت إلى هادي واحدة، وهي شعوره بالدعم والتشجيع.
هو لم ينتظر زبائن يحملون الأموال، بل أشخاصًا يحملون له الأمل، بابتساماتهم وبكلماتهم المشجعة، بأن يكون يومًا ما صاحب مشروعه الخاص، ويشعر بأنه لا يختلف عن أي شخص من أفراد المجتمع.
وفي حديث مع هادي قال ضاحكًا: “أخي علاء أول شخص اشترى مني”، وعبّر عن سعادته بهذه التجربة، التي فتحت له آفاقًا للحلم بمشروعه الخاص، وأشعرته بالقوة والشجاعة لإدارته بنفسه، بقوله: “بتمنى أفتح محل إلي”.
قصّة لقاء هادي برئيس البلدية ونائبه
وفي حديث إلى موقع “بشوفك” مع الأستاذ علي بو عز الدين نائب رئيس بلدية بريح، قال: “إن بلدية بريح لا تتأخر أبدًا عن دعم أي شخص يقصدها طالبًا مساعدة إنسانية، وهي تقدمها أحيانًا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وفي العلن أو في السر، ولاسيّما إلى ذوي القلوب الطاهرة، باعتبار أن هؤلاء الأشخاص هم من مسؤولية البلدية، ودعمهم هو واجب إنساني”، مشيرًا إلى “أن وضعهم هو حِكم من عند الله ويجب علينا أن نتقبله ونرعاه”.
وعن لقاء هادي مع الرئيس ونائبه في مبنى البلدية، قال بو عز الدين: عندما قلنا لهادي أننا سندعمه في الستاند، ظهرت الفرحة على وجهه بشكل ملفت جدًا، وبدت واضحة في تعابيره وعينيه، وعندما ذهب لم نستطع إلا وأن نتأثّر!
وأكد الأستاذ علي بو عز الدين على أهمية هذا النوع من المساعدات لما لها من قيمة معنوية عالية بالنسبة لذوي القلوب الطاهرة، وهي تعزز ثقتهم بأنفسهم، داعيًا الجميع من مختلف مواقعهم أن لا يتأخروا عن تشجيع هؤلاء الأشخاص، كي يشعروا بدعم الناس الدائم لهم.
والدة هادي: ابني عاد سعيدًا إلى المنزل
أما والدة هادي السيد مهى العنداري، فقالت إلى موقع “بشوفك”، “إن هادي كان سعيدًا جدًا في هذه التجربة، وعاد إلى المنزل بـ”معنويات عالية””، وشكرت البلدية على دعمها له، كما شكرت أصدقاءه، الذين وقفوا إلى جابنه في كل التحضيرات، وهم لم يتأخروا أبدًا عن مساعدة هادي ودعمه كل ما أتيحت لهم الفرصة، على حد تعبيرها.
هادي يحيى الناشط البيئي
يشار إلى أن هادي هو أيضًا ناشط بيئي، ساهم في حملة “بريح عم تفرز”، التي انطلقت عندما تفاقمت أزمة النفايات في لبنان، حيث قام بها ناشطون من البلدة بالتعاون مع بلدية بريح، وقد أدت إلى أن تصبح بريح بلدة بيئية نموذجية وواحدة من البلدات القليلة في لبنان التي تفرز نفاياتها من المصدر، وتقوم بتسبيخ النفايات العضوية في معمل خاص.
يشار إلى أن هادي يحيى، هو شاب من ذوي القلوب الطاهرة، عانى من مشاكل صحية في صغره، أثرّت على نموّه وحسّه الإدراكي.
هي “مبادرة متواضعة” من أصدقاء وأهل هادي وكلمة “نعم” من بلدية بريح، جعلت من ساعات قليلة وقفها هادي في الستاند، ساعات فرح وحلم، على أمل أن يصبح واقعًا بدعم من كل شخص يحبّ هادي.
ملاحظة: نحن نستبدل عبارة ذوي القلوب الطاهرة بذوي الإحتياجات الخاصة، ضمن سياسة تحرير الموقع.