مرفأ طرابلس أمام فرصة حقيقية.. 5 آلاف وظيفة واهتمام دولي
تتجه الأنظار إلى مرفأ طرابلس بعد انفجار مرفأ بيروت، بل تأمل ثاني أكبر مدينة في لبنان بأنّ تنتعش اقتصادياً وأن تتوفر فرص عمل لأبنائها. في تقرير لها، تناولت صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية التحديات التي تواجه مرفأ طرابلس بعدما تبددت الآمال بقدرته على أن يكون بوابة لإعمار سوريا بسبب عقوبات “قيصر”، مبرزةً التجاذبات الحزبية والطائفية التي تحكم المشهد اللبناني.
ونقلت الصحيفة عن مدير مرفأ طرابلس، أحمد تامر، تأكيده أنّ العمل ازداد بشكل ملحوظ منذ 4 آب، مشيراً إلى أنّ السفن التي حوّلت إلى طرابلس ضاعفت نشاط المرفأ، بعدما كان يعمل بنسبة 40% من طاقته بسبب الأزمة الاقتصادية. وأوضح تامر أنّ المرفأ قادر على استقبال ما يصل إلى 85% من شحنته المعتادة، على ألا تكون الأخيرة بحاجة إلى تخزين؛ علماً أنّ عملية تفريغ نسبة الـ15% المتبقية تتم في طرابلس.
وفي تعليق على تصريح المدير العام لإدارة واستثمار مرفأ بيروت، باسم القيسي، الذي قال يوم الأربعاء الفائت إنّ المرفأ يعمل بشكل طبيعي (تعمل 12 رافعة من أصل 16 في مرفأ العاصمة)، قال تامر: “يعرف الوضع في مرفأ بيروت أكثر مني، لكنني متأكد من أنّه سيواجه مشاكل لوجستية من شأنها التأثير على نوعية الخدمة”.
في هذا الإطار، لفتت “ذا ناشيونال” إلى أنّ المستثمرين في مرفأ طرابلس يرغبون في اقتناص الفرصة لتعزيز دور المدينة على مستوى لبنان، ناقلةً عنهم حديثهم عن استهداف سياسي غير عادل. ونقلت الصحيفة عن أنطوان عماطوري، رئيس مجلس إدارة شركة “غالفتينر” (مشغلة محطة الحاويات)، قوله: “يتمتع مرفأ طرابلس بالبنية التحتية اللازمة لكن تُشن حرب سياسية ضده”، موجهاً أصابع الاتهام إلى “حزب الله” و”أمل”. وفي التفاصيل أنّ عماطوري اعتبر أنّ لا مصلحة للحزب والحركة في السماح للنشاط الاقتصادي بالنمو في طرابلس، ذات الأغلبية السنية والأقلية المسيحية، قائلاً: “سنطلق الأسبوع المقبل حملة دعائية لنشرح أنّ شخصيات مسيحية تدير مرفأ طرابلس بشكل غير مباشر للرد على الشائعات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي والمدعية بأنّ أحزاباً تابعة للإخوان المسلمين ومدعومة تركياً تسيطر علينا”.
في هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن مصدر سياسي لبناني وآخر في سفارة أجنبية تأكيدهما أنّ تركيا تبني شبكة نفوذ في شمال لبنان، مشيرةً إلى أنّه يتردد أنّ “أمل” تسيطر على مرفأ بيروت. ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي آخر قوله: “لا تستطيع الأحزاب المتمتعة بنفوذ شامل في مرفأ بيروت أن تتمتع بالنفوذ نفسه في طرابلس”، مضيفاً: “ربما يعود ذلك إلى كون طرابلس أكثر تجانساً. إذ يتمتع تيار المستقبل بنفوذ فيها إلى جانب تيار العزم بقيادة الرئيس نجيب ميقاتي ولكن بدرجة أقل”، بحسب ما جاء في الصحيفة.
بدوره، قال رئيس المنطقة الاقتصادية الخاصة، حسان ضناوي، إنّه يأمل في الحصول على التمويل اللازم لتطوير البنية التحتية في المنطقة قريباً؛ يدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الدولي المنطقة في بحثها عن دعم للمرحلة الأولى من المشروع المقدرة كلفته بـ267 مليون دولار، وتقدّر قيمة المرحلة المذكورة 18 مليون دولار. في ما يتعلق بتفاصيل المشروع، قال ضناوي: “أعتقد أنّه سيكون مشروعاً مشتركاً” بين شركة لبنانية وأخرى عالمية، كاشفاً أنّ شركات تركية وصينية وبريطانية وأخرى إماراتية “تبدي اهتماماً كبيراً”. وتابع ضناوي حديثه قائلاً إنّه يتوقع للمنطقة الاقتصادية أن تخلق 5 آلاف فرصة عمل، على أن تذهب نسبة 75% منها لأبناء المدينة.
وإلى جانب المرفأ، يبدي أصحاب الأعمال اهتماماً بمدينة طرابلس ككل، إذ سينقل المهندس الداخلي نايف فرنسيس شركته للأثاث إلى المدينة حيث أن كلفة الإيجار أقل بنسبة 50% بالمقارنة مع بيروت. وقال فرنسيس للصحيفة: “لا توجد منطقة آمنة في لبنان، عليك أن تأخذ بعين الاعتبار الخيارات الأفضل لعملك، وتتمتع طرابلس بكل المقومات لذلك”، مضيفاً: “تتمتع طرابلس بإمكانات هائلة لأنها قيد النمو. ويبحث الناس فيها عن فرص”.
عن مرفأ طرابلس
يؤكد خبراء أنّ إمكانات مرفأ طرابلس كبيرة، لا سيما لجهة عمق حوضه، ما يمكّنه من استقبال سفن صخمة لا يستطيعها أي مرفأ آخر شرقي المتوسط. كذلك، فإنّ المساحات البحريّة المفتوحة أمام المرفأ تتيح استقبال أعداد كبيرة من السفن، كما تتيح استدارة سهلة لها.
وفي السنوات القليلة المنصرمة، جُهز مرفأ طرابلس لأول مرة برافعتيْن ضخمتيْن، مكنتاه من تفريغ البضاعة سريعاً من السفن الوافدة إليه، رغم استقباله للسفن الضخمة. ويعتقد مصدر مطلع على واقع المرفأ، أنّه “يعوّض سريعاً خسارة مرفأ بيروت بنسبة الربع، نظراً لضعف تجهيزاته مقارنة مع مرفأ بيروت، ولغياب إهراءات حبوب فيه”.
المصدر: لبنان 24