شابّة اسبانيّة مقيمة في لبنان تؤسّس مدرسة مجانيّة من أجل تعليم طفل واحد… تعرّفوا على مدرسة 26 Letters

مؤسّسة مدرسة 26 Letters: الشابة الإسبانية " خنيرة" ومديرها الشاب "صلاح"

شابّة اسبانيّة مقيمة في لبنان تؤسّس مدرسة مجانيّة من أجل تعليم طفل واحد تعرّفوا على مدرسة 26 Letters

بِشوفك – غيدا الصّايغ زيتوني

عندما تعطيك الحياة سببًا لتيأس، أعطها ألف سبب للاستمرار، لا شيء أقوى من إرادة الإنسان على هذه الأرض”…

بدأت خيوط قصّة مدرسة 26 Lettres تتجمّع منذ 6 سنوات، حين فرضت الظّروف الماديّة والمعيشيّة على الطفل اللبنانيّ ” صلاح” أن يخرج من المدرسة إلى الشّارع لبيع الورد، وهناك التقى “صلاح” بشابّة اسبانيّة مقيمة في لبنان، تُدعى “خنيرة”، وبعد سلسلة لقاءات جرت بينهما طلب  “صلاح ” من “خنيرة” أن تعلّمه اللّغة الإنكليزيّة، ليتمكّن قدر الإمكان من انتزاع أبسط حقوقه من العلم والمعرفة…

مؤسّسة موقع “بِشوفك” الصّحافيّة فرح الحسنيّة التقت بمؤسّسة مدرسة 26 Letters الشّابة “خنيرة”، وببعض القيّمين عليها، فرووا لنا القصّة بتفاصيلها:

اللّبِنة الأولى …

تقول “خنيرة” أنّها وجدت  في “صلاح”، طفلًا مسؤولًا، طموحًا وصاحب إرادة صلبة ورغبة جامحة في تغيير واقعه ومواجهة ما فرضه عليه الفقر والحرمان… فوافقت على طلبه وقرّرت مساعدته، وعرضت الأمر على شقيقتها، الّتي أيّدت الفكرة ورحّبت بها… 

تعاونت الشّقيقتان، وقرّرتا معًا بشكلٍ تطوعيّ وفرديّ ودون أيّ دعمٍ من أحدٍ، أن تُؤسّسا مدرسة لصلاح وحده، نعم! “مدرسة لطفلٍ واحدٍ فقط”.

اتخذت المدرسة مقرًا لها، في منطقة فردان في بيروت، ولاقت رواجًا وتشجيعًا، إذ اهتمّت بتعليم الأطفال ذي الوضع الماديّ المحدود، بشكلٍ مجانٍ.

بعد مرور 6 سنوات…

اليوم، بعد 6 سنوات على تأسيس 26 Letters ، أصبحت تضمّ بين صفوفها 130طالبًا من مختلف الأعمار والفئات، وعددًا من الأساتذة المتطوّعين، الّذين أخذوا على عاتقهم تعليم الأطفال: العلوم، الرياضيّات، اللّغة العربيّة والإنكليزيّة وغيرها من المواد الأساسيّة.

أمّا بالنسبة لسبب التسمية ” 26 Letters ” فيعود ذلك إلى عدد الكتب الّذي تحتويه، فهي تضم 26 كتابًا موزّعة على 26 مستوى، وهذه الكتب خاصّة لها، ومؤلّفة بأسلوب سهل، سلسٍ، يجعل الدرس أقرب إلى ذهن التلميذ، ويتمكّن من استيعابه بكلّ سهولة.

مدير المدرسة لا يتجاوز الـ17 عامًا!

مدرسة 26 Letters، تختلف عن المدارس النّمطيّة وأنظمتها، فهي مدرسة ديمقراطيّة، تسعى إلى تأمين راحة التّلميذ، تتفهم ظروفه وتتماشى معها، وقد انعكس هذا الأمر على الطّلّاب فخلق لديهم رغبة قويّة في الالتزام والمتابعة، واللّافت فيها أنّ بعض طلّابها هم نفسهم أساتذتها، فصاحب المستوى الأكاديميّ العالي يساعد ويُدرّس من هم دونه.  

وانطلاقًا من فكرة أنّ التعليم لا يقتضي فقط على القراءة والكتابة بل أيضًا يجب أن يعمل على تطوير شخصيّة الطّالب وصقلها وتقويتها… سلّمت مدرسة 26 Letters بعض المشاريع الصّغيرة وكذلك الإدارة  لبعض التّلاميذ، فمديرها الحالي لا يبلغ من العمر سوى 17 عامًا، وهو تلميذ ومدير في الوقت عينه.

ويقول أحد تلاميذ هذه المدرسة، والمسؤول فيها عن الكتب وتوزيعها، وهو شاب في مقتبل العمر، يُدعى “عمر” بأنّ طلّاب 26  Letters تربطهم محبّة قويّة بمدرستهم ويشعرون بالفخر وقوّة الإنتماء لها، على خلاف بعض المدارس الّتي يشعر طلابها بأنّهم مجبرون على المداومة فيها ومتابعة دروسهم…

أمّا عن ثقة الأهل…

 يقول “موسى حبيب”، لـ”بِشوفك”، وهو مدير سابق وتلميذ في 26 Letters، بأنّ وجود مدير لا يبلغ من العمر سوى 17 عامًا، شكّل صدمة للأهل في البداية، إلّا أنّهم بعد الحديث معه، و التعرّف على الطريقة المعتمدة في التّدريس… وبعد التماسهم محبّة أبنائهم لهذه المدرسة، واندفاعهم إلى العلم… إضافة إلى الكفايات العلميّة المهمّة الّتي اكتسبوها والنّتائج الرائعة الّتي حصدوها… كلّ ذلك جعل الأهل  يبدّدون مخاوفهم ويطمئنّون للمنهجيّة المعتمدة. 

“مشروع الأكاديميّة العربيّة” والدّعم الماديّ…

أمّا بالنّسبة للتمويل، قال “موسى ” بأنّ القيّمين على المدرسة افتتحوا “مشروع الأكاديميّة العربيّة” وهو مشروع غير مجان، مخصّص لدعم المدرسة ويهتمّ بتعليم الطّلّاب اللّغة العربيّة.

وأضاف “موسى” لـ”بِشوفك” بأنّ من يريد أن يفتح مدرسة، لن يسمح للتّمويل بأن يشكّل عائقًا أمام تنفيذ مشروعه، إذ يمكنه أن يبدأ بورقة وقلم، ويتخذ من أيّ مقهى مقرًا له، ليتمكن بعدها من افتتاح مدرسة.

في الختام…

 دعا “موسى” الشباب وكل صاحب مشروع إلى خوض تجربته، وتحقيق حلمه، حتّى لو أخطأ أو فشل في البداية…

كما تمنّى “عمر” أن تُعمّم تجربة 26 Letters  على كافّة المناطق اللبنانيّة، لأنّ العلم هو حقّ لكلّ طفل، وقد دعت السّيّدة “خنيرة” أصحاب الأيادي البيضاء إلى دعمها لتتمكّن من افتتاح عدّة فروع، تمكّنها من استيعاب وتعليم أكبر عددٍ من الأطفال.

 

شاهدوا المقابلة كاملة في الفيديو التّالي: 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *