أحمد الغول بطل “الهاندسايكل” في الشوف: قيادة الدراجة الهوائية مثلٌ مصغّر عن الحياة

أحمد الغول في نشاط الـ Biking

أن تجعل نقطة ضعفك مصدر قوتك عمل جبّار، ولكن أن تحوّل إصابتك المستدامة إلى بطولة! فهنا تكمن العبرة.

 

عشر دقائق فقط من الحديث مع بطل رياضة “الهاندسايكل” “Hand cycle” السيد أحمد الغول، كفيلة بإعطائك دروسًا في الحياة لن تتعلمها حتّى في عشر سنين، ولا بد من أنك ستتذكرها كَلّما أطلّ عليك الصباح.

 

أحمد الغول رجل الإطفاء منذ العام 1996، والرياضي المتخصص في الرياضة البدنية، ومدرِّس القرآن الكريم، تعرّض لحادث سير حين كان في السابعة والعشرين ولم يكن قد مضى على زواجه سوى ثلاثة أسابيع ما أدى إلى إصابته بشلل نصفي، ما اضطره إلى التنقل على الكرسي المتحرك.

 

غير أنّ أحمد وبالرغم من تعرضه للحادث استمرّ في عمله في فوج الإطفاء في بلدية بيروت إنّما كموظف إداري، كما أن الحادث لم يمنعه من متابعة نشاطه الرياضي، فشارك في العديد من السباقات الماراثونية، وهو اليوم بطل رياضي عن فئة “الهاندسايكل” “Hand cycle”.

 

بطولة أحمد في الرياضة تفوقها بطولته في الحياة، فهو أثبت أنّه قدوة في المجتمع حتى لأولئك السليمي البنية.

 

أحمد الغول كان ضيفًا في نشاط “Biking 4 Health” الذي أقيم في الشوف الأسيوع الماضي، فالتقيناه وأجرينا معه هذا الحديث إلى موقع “بشوفك”:

 

بما أنك رجل إطفاء منذ العام 1996، ومن المعروف أنّ جزءًا من مهمة رجال الإطفاء هو إنقاذ حياة الناس. إلى أي حدّ تجد الدراجة الهوائية وسيلة نقل قريبة من الإنسان؟

الدراجة الهوائية هي أهم وسيلة نقل من الناحية البيئية والصحيّة، وفي المجتمعات المتطوّرة يتم استعمالها بكثرة، لأنها تحرّك الجسد وعلى قول المثل “الحركة بركة”.

 

وأنا أحبّ المشاركة في هذا النوع من النشاطات للتشجيع على استعمال الدراجة، والمساهمة في تحويل توجّهات الشباب من أمور مضرّة لصحتهم الجسدية والنفسية إلى نشاط مفيد جدًا لهم، خصوصًا في ظل المشاكل التي يعاني منها لبنان على كافة الأصعدة.

 

وهذا النشاط يسهم في جعل استخدام الدراجة الهوائية عادة يومية لهم، وما أجمل أن تكون العادة اليومية مفيدة للإنسان والبيئة وحتّى للأصحاب الذين قد يرافقونهم في النشاط.

 

كيف تجد منطقة الشوف؟

من أجمل النشاطات التي أشارك فيها هي التي تجرى في منطقة الشوف، ولكن لدي ملاحظتين:

 

الأولى هي أن الطرقات في بعض المناطق معبّدة وفي مناطق آخرى تكثر فيها الحفر والشقوق. والملاحظة الثانية كنت أتمنى لو يتم إقفال الطرقات نهائيًا طوال فترة النشاط، فتخصيص ساعتين من الوقت صباحًا يوم الأحد للرياضة لن تؤثر على الناس.

 

بشكل عام، دولتنا مقصّرة جدًا في موضوع تأهيل الطرقات التي تسهّل على جميع أفراد المجتمع استعمالها على اختلاف أعمارهم وأوضاعم الصحيّة، كالأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة أو كبار السن وحتّى الأطفال والمشاة، خصوصًا وأن جميعنا معرّض لأي حادث أو إصابة، وهنا ضرورة المطالبة الحثيثة من المجتمع لتكون الطرقات مجهّزة لكل حاجات أفراده.

 

وماذا عن الإرادة والعزيمة وأهميتهما بحياتك؟

الإرادة والعزيمة هما مفاتيح النجاح، والإيمان والصبر ضروريان لتخطّي أي مشكلة، يجب أن ندوس على مشاكلنا ونضع هدفًا أمامنا لنصل إليه، ويكون الهدف مفيدًا لنا ولمجتمعنا.

 

نحن عادة نمضي فترات طويلة من يومنا ونحن جالسون، وبالتالي نستخدم أقدامنا لنشاطات محدودة في حياتنا اليومية، وهنا تكمن أهمية القوّة الداخلية التي تتحكم بحياتنا أكثر من الخارجية، فأخبرنا عن قوّتك الداخلية…

 

القوّة الخارجية لا تساوي شيئًا أمام القوّة الداخلية، وأعطي مثلًا عن المشاركين في النشاط، فالبعض كان يكمل الطريق على الدراجة حتّى لو كانت شاقة، والبعض الآخر استسلم عند أول صعود في الطريق، فترجّل عن الدراجة ومشى.

 

وعادة أثناء الصعود، يكون كل ثقل الجسم متّجهًا إلى الخلف ما يجعل السير إلى أمام أمرًا صعبًا، وتكون الحركة أصعب على “الهاندسايكل” “Hand cycle” لأن عضلات اليدين أضعف من عضلات القدمين، وهذا يحتاج إلى قوّة كبيرة.

 

الدراجة الهوائية تجعلك ترى الطريق أقرب إليك وبتفاصيلها أكثر من السيارة، فبرأيك ما الذي يختلف عند التنقل على الدراجة الهوائية؟

الماراثونات هي مثل مصغّر عن الحياة، لأن الطرقات تتضمن “طلعات ونزلات” بالإضافة إلى المطبّات والجور والشقوق أحيانًا… والحياة فيها مشاكل وصعوبات، وعلى الشخص أن لا ييأس، ويحاول أن يحسّن بنفسه قدر ما يستطيع وأن يكون قدوة لغيره، والأهم أن يزرع أثرًا طيبًا.

 

أنتَ والد لابن وحيد ماذا تقول لابنك وماذا تعلّمه؟

 

ابني هو مشروع حياتي المستقبلي، أحبّ أن أزرع فيه قوّة الإيمان وأهمية الرياضة لصحته وجسمه.

 

الرياضة ليست صحة فقط، بل هي ثقافة، هي متنفس يخفف ضغوطات الحياة، ولاسيّما في لبنان.

 

الرياضة “بتغيّر جو” وتنسينا مشاكلنا، كما أنها تقوّي الجسم والمناعة. هذه رسالتي لابني لأني أريده أن يكون قدوة وإنسان مؤمن وناجح ومفيد لمجتمعه.

 

أنتَ تدرس القرآن الكريم أيضًا، ما أهمية هذا الأمر في حياتك؟

 

أنا تربيت على القرآن الكريم وهذا ساعدني كثيرًا على تخطي أي أزمة أواجهها.

 

القرآن فيه رسائل إنسانية وسامية مفيدة من جميع النواحي، وعكس كليًا ما يتم الترويج له أحيانًا، من يفهم جيدًا رسائل القرآن، يشعرْ بالراحة!

 

الصور من صفحة:Lawayn Lyom لوين اليوم

 

إقرأوا أيضًا:

“كزدورة” ممتعة من عين زحلتا إلى دير القمر على الدراجات الهوائية

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *