رغم فقدانها البصر… الطالبة جنى أبو كامل تحتل المرتبة 11 على صعيد لبنان في الشهادة الثانوية

الطالبة جنى أبو كامل

رغم فقدانها البصر… الطالبة جنى أبو كامل تحتل المرتبة 11 على صعيد لبنان في الشهادة الثانوية

بشوفك – غيدا الصايغ

نالت الطالبة جنى أبو كامل ابنة بعقلين الشوف، وتلميذة مدرسة الشوف ناشيونال كولدج، المرتبة 11 على صعيد لبنان في نتائج الشهادة الثّانويّة فرع الإقتصاد والإجتماع بمعدل 18.065، وذلك رغم فقدانها لحاسّة البصر، منذ ولادتها.

ليس غريبًا على تلك الشّابة البطلة ذلك التفوق، وهي الّتي تميّزت بنباهتها وقدرتها الفائقة على التّعلم منذ نعومة أظافرها، فبعد أن أُدخلت إلى مركز تأهيل لذوي الإحتياجات الخاصّة، تنبّه معلموها لذكائها واستيعابها السريع وقدرتها على التقاط المعلومات، فآقترحوا على ذويها نقلها إلى مدرسة عادية، وذلك بعد تهيئتها وتأمين كلّ متطلباتها، ليسلك الدمج مع أبناء جيلها طريقه الصحيح، والسّليم.

عشقت جنى القراءة والمطالعة، فأتقنت لغة “البرايل” للمكفوفين لتحقيق هوايتها، وكان أوّل كتاب تقرأه، عبارة عن قصّة بسيطة تحمل عنوان” دودة شديدة الجوع”، لتتوالى بعدها سلسلة القراءات وتتنوّع، فقرأت روائع الأدب العالمي، وأغنت لغتها وفكرها…  إلّا أنّ  رواية “طيور أيلول” للأديبة اللبنانيّة إميلي نصرالله، كان لها التّأثير الأكبر في حياتها، فوجدت روحها في بطلة هذه الرواية، وكأنّها انعكاس لشخصيّتها، فهي صبورة وقويّة مثلها، وهي لا تستسلم للعادات والتقاليد الّتي تحدّها من تحقيق طموحاتها.

تميّزت جنى في كافة مراحلها الدراسيّة، التي تابعتها في مدرسة كفرنبرخ الرسمية، فلم تتنازل مرّةً عن موقع المرتبة الأولى، وبدأت بكتابة القصص القصيرة ونظم الشّعر، الأمر الّذي جعل إدارة مدرستها، ترشّحها للمشاركة في ” تحدي القراءة العربي”، في دبي، فآحتلت المستوى الثّالث على صعيد لبنان.

كما حصدت المرتبة الأولى على صعيد جبل لبنان، في امتحانات الشهادة المتوسّطة، فحصلت على منحة من مدرسة SNC بعقلين حيث تابعت دروسها الثانوية.

شاركت جنى في العديد من المسابقات المحلية والعربية، ومنها مسابقة في تأليف القصص، نظّمتها مجلة الرأي الآخر الإلكترونية، فكانت الجائزة الأولى من نصيب قصّتها، الّتي كتبتها باللغة الإنكليزية.

جنى أبو كامل، رمز للإرادة الصّلبة والطموح اللامحدود، شخصيّة محبّة للفوز، فُقدانها لبصرها لم يمنعها من النّظر إلى القمّة، دومًا. لقد برهنت تلك الشابة المحاربة أنّ الظروف المحبطة والعوائق لا يمكنها أن توقف مسيرة أصحاب العزيمة، وإنّ الحياة لا تروق إلّا لمن يحارب ويسعى. 

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *