سحر عبد الخالق
سطوعٌ نادر ٌ، خفتت عنده كلّ الأضواء رغم شدّة إبهارها …
سطوعٌ أينَ منه إشراقة البدر وأنوار النجوم، في ليل ” كفرنبرخ “، وقد اشتعلت شمسه طَرَبًا وعذوبةً !
سطوعٌ تنحني أمامه اللُّغَات ُ والهامات، وتَشفّ النّفوس، وتصفو الأرواح، لتتكلّمَ لغة واحدة أنقى وأرقى: الموسيقى !
وأيُّ موسيقى؟ الكمنجة !
وأيُّ كمنجة؟ “جهاد عقل” !
أيُّها الفنانُ العظيمُ العظيم، الموسيقيّ الخلّاق، العازف البارع، تخجلُ كلماتي في حضرةِ إبداعِك.
معك في افتتاح مهرجان كفرنبرخ أمس، معك فارس الكمنجة، أبحرنا في عوالمَ ملوّنةٍ مِن الشّغف والنّقاء، من الحبّ والعزاء، من الفرح والحزن، من الحنينِ والشّجن، أبحرنا إلى الوطن، إلى الإنسان، إلى الله.
“جهاد عقل“، على أوتارك ترقص النّغمات، تنبض الحياة، تختلج أرواحنا فندرك أننا أحياء، فنسمع إيقاع الطّبيعة، ونصغي إلى همسات الله في مخلوقاته.
“جهاد عقل“، الكمنجة تعزف على اتّساق كلّ حركة في جسدِك، تذوب أوتارُها في حنانِ أناملِك، و صدق ابتسامتِك، ونذوب نحنً في إيقاعِ إنسانيّتِك ودماثتِك، وكياستِك، وحضورك المحبّب الآسر، فنرِقُّ ونرِقُّ ونُدْهَش …
ويتساءلون: لماذا هناك حروبٌ؟ لِمَ يتقاتلُ النَّاسُ ويتصارعون؟
لو أنّ النّفوس تتوجّهُ قِبْلَةَ الموسيقى والفنون، لَمَا أفُلَ الجمالُ، وماتتِ المحبّة، وفُقِدَتِ الإنسانيّة!
“جهاد عقل“، شكرًا من أعماق قلبي، أنتَ رَسُولُ محبّةٍ وفرح، أنتَ إنسانٌ إنسانٌ، وفنّان فنّان في زمنِ القسوةِ والخذلان.