احتشد عدد كبير من الجمعيات والأشخاص المهتمين بالشأن البيئي، لمراقبة أطول خسوف للقمر في القرن 21، حيث توجهوا إلى المناطق المرتفعة عن سطح البحر، لرؤية القمر بشكل أوضح، بواسطة تلسكوبات ونواضير مختصصة.
وفي الجبل، تم تنظيم نشاط بعنوان “درب القمر”، في غابة عين زحلتا، في نقطة جبلية تسمح برؤية خسوف القمر بوضوح، حيث تخلل الحدث نشاطات للأطفال بالإضافة إلى عشاء خفيف في أحضان الطبيعة.
الظاهرة بدأت عند الساعة 18,24 ت غ. وتقول إدارة الطيران والفضاء الأميركية (#ناسا) إن الخسوف الكلي سيستغرق ساعة و42 دقيقة و57 ثانية، لكن سيسبقه وسيليه خسوف جزئي، مما يعني أن القمر سيقبع ثلاث ساعات و54 دقيقة في الجزء المعتم من ظل الأرض (“رويترز”).
ويطل قمر دام او “دموي” في السماء في معظم أنحاء العالم، حينما يتحرك القمر نحو ظل الأرض، في أطول خسوف في القرن الحادي والعشرين. وقال آندرو فابيان، أستاذ علم الفلك في جامعة كمبردج، لوكالة “فرانس برس”: “يطلق عليه القمر الدامي، لأن أشعة الشمس تخترق الغلاف الجوي للأرض في طريقها إلى القمر، ويحول الغلاف الجوي للأرض الأشعة إلى اللون الأحمر في الشكل عينه الذي يصطبغ فيه قرص الشمس بالأحمر عند الغروب”.
ويؤكد خبراء أن خسوف القمر ظاهرة فلكية آمنة، ممتعة، ويمكن النظر اليها مباشرة، لانها لا تضر بالعينين. وردا على ربطه بكوارث، مثل زلازل، أو تفجر براكين، أو ظهور مذئوبين، أو نهاية العالم، أو حتى تغير المزاج، يشددون على ان كل هذا مجرد شائعات لا صحة لها اطلاقا. وكل ما في الامر ان خسوف القمر مجرد ظاهرة فلكية نادرة وفريدة.
ماذا قال أصحاب الإختصاص عن هذه الظاهرة؟
قال آندرو فابيان، أستاذ علم الفلك في جامعة كمبردج: “يطلق عليه القمر الدامي، لأن أشعة الشمس تخترق الغلاف الجوي للأرض في طريقها إلى القمر، ويحول الغلاف الجوي للأرض الأشعة إلى اللون الأحمر في الشكل عينه الذي يصطبغ فيه قرص الشمس بالأحمر عند الغروب”.
في الوقت نفسه، يقترب المريخ من الأرض أكثر مما حصل عام 2003. لذلك قد يشاهد بعض المتابعين ما يبدو أنه نجم يراوح لونه بين الأحمر والبرتقالي الذي سيكون في الواقع الكوكب الأحمر (المريخ).
وقال روبرت ماسي، نائب المدير التنفيذي للجمعية الملكية البريطانية لعلماء الفلك: “إنها مصادفة غير مألوفة بالمرة أن يحصل خسوف كامل للقمر بينما يكون المريخ في الجانب المقابل خلال الليلة نفسها”.
منذ آلاف الاعوام، يجول الإنسان بنظره في السماء بحثا عن بشير خير أو نذير شؤوم. لكن علماء الفلك قالوا إن لا يوجد ما يستدعي القلق.
ولن يتسنى مشاهدة الخسوف في أميركا الشمالية ومعظم أنحاء المحيط الهادي. ومن المتوقع أن يحصا خسوف القمر المقبل في الفترة الزمنية نفسها سنة 2123.
تقاطع نادر
من جهته، قال باسكال ديكان، عالم الفضاء في مرصد باريس: “إنه تقاطع نادر لظواهر فلكية مهمة”، وهي الخسوف الطويل مع وقوع القمر في أبعد مسافاته عن الأرض، ووجود المريخ على أدنى مسافاته من الأرض. وأضاف: “سيبدو القمر بلون أحمر يميل الى النحاسي بعض الشيء. وسيظهر المريخ المعروف بالكوكب الأحمر، يلمع إلى جانبه، ولونه مائل الى البرتقالي”.
وسيمكن مشاهدة هذه الظاهرة بالعين المجرّدة. أما النظارات الفضائية والتلسكوبات، فتتيح رؤيتها في شكل أوضح. لكن لن يراها جزئيا او كليا سوى نصف العالم، في إفريقيا وأوروبا وآسيا وأوستراليا، خصوصا في شرق إفريقيا والشرق الأوسط والهند. أما سكان فرنسا مثلا، فلن يشاهدوا سوى آخر الخسوف، وفي الجنوب أكثر من باريس.
ويفيد ديكان ان هذا الخسوف “نسخة من الخسوف الذي حدث في 16 تموز 2000، والذي دام ساعة و46 دقيقة، وكان أطول خسوف في القرن العشرين” الذي انتهى في 31 كانون الأول 2000.