نشأت عزام وعلاء حمود صديقان لبنانيان يبتكران مشروعًا عالميًا للوحات الرقمية ويؤمنان فرص عمل للبنانيين بالفريش دولار

نشأت عزام وعلاء حمود

نشأت عزام وعلاء حمود صديقان لبنانيان يبتكران مشروعًا عالميًا للوحات الرقمية ويؤمنان فرص عمل للبنانيين بالفريش دولار

بشوفك – فرح الحسنية

 

عندما تلتقي روح الثورة مع فتيل إشعالها استعدوا للانفجار، وعندما تلتقي نية التغيير مع الأدوات المطلوبة لذلك يبدأ الابتكار، ومع الإرادة الصلبة والصبر الجميل تحلو روعة الإنتظار.

هي حالة لقاء بين لبناني مُقيم في وطنه وبداخله فوضى عارمة للتغيير، مع لبناني مُغترب يحمل خطة منظمة ونقطة واضحة الانطلاق. قصة مُلهمة جمعت صديقين لبنانيين، اتفقا على هدف واحد وهو النجاح وهما اليوم على بعد أيام ليصبحا صاحبي ثروة تقدر قيمتها بحوالي مليوني دولار، من خلال مشروع افتراضي ذكي وضعهما في غضون 4 أسابيع فقط على الخارطة العالمية للمنافسة من بين أهم المشاريع ذات الصلة. 

مشروع بدأه شخصان منذ 5 أشهر وتحول اليوم  إلى باب رزق لأكثر من 110 شخصًا من مختلف دول العالم وللبنانيين المقيمين الحصة الأكبر.

نشأت عزام وعلاء حمود شابان لبنانيان ابتكرا مشروعًا افتراضيًا لبيع اللوحات الرقمية تحت اسم Dominant Eagles Alliance (DEA) في مجال ما يُعرف بالـ  لـ NFT، الذي يشكّل اليوم ثورة في العالم التكنولوجي، وخلال 4 أسابيع فقط بعد إطلاق المشروع استطاعا جذب أكبر وأهم المجموعات في المجال والتي تُعرف بالـ Bored Ape Yacht Club ( BAYC)، ويعد مشروعهما الأول على صعيد الشرق الأوسط في جذب هذه المجموعة.

يمكن زيارة موقع Dominant Eagles Alliance (DEA) عبر الضغط هنا: https://dominanteagles.com/

 

 

 

نشأت عزام (34 عامًا) شاب لبناني مغترب متخصص في مجال ريادة الأعمال والتسويق، عاش فترة طويلة خارج لبنان وزار أكثر من 50 بلدًا من حول العالم، استقى من غربته الكثير من التجارب والخبرات، ولم تغب يومًا معاناة أهل بلده عن حساباته. 

أما علاء حمود (28 عامًا) فهو مهندس معماري ونشط اجتماعي، عاش في ساحات الثورة في لبنان وحاول أن يكون مؤثرًا في محيطه وبيئته في شتى الطرق آملًا بحياة أفضل في بلده.

على هدف واحد إلتقى الصديقان وهو خلق مجتمعًا يحضن أفكارهما ويلبي طموحاتهما في الوقت نفسه، فتوجها إلى مجال الـ NFT الذي سنعرّف عنه في سياق التقرير، وخلقا مشروعًا افتراضيًا عالميًا ببصمة لبنانية قوامه الأخلاق والقيم الإنسانية، التي تربيا عليها، إضافة إلى صفات الكرم والإصرار والدعم المعنوي والاجتماعي التي تميّز اللبناني.

 

Dominant Eagles Alliance (DEA)
مشروع Dominant Eagles Alliance (DEA) هو عبارة عن مجموعة تضم 3000 لوحة رقمية نادرة، يمكن لأي شخص إقتناؤها من خلال الدفع بالعملة الرقمية Ethereum (ETH) التي توفّرها شركة Block chain للخدمات المالية الرقمية، حيث تبلغ قيمة اللوحة الواحدة من Dominant Eagles  حوالي 700 دولار أميركي، وفي 27 و28 كانون الثاني يناير ستصبح اللوحات متاحة لإقتنائها.

والأهم من البعد الفني الذي تحمله هذه اللوحات، هو ما تتضمّنه من رسائل وقضايا ترتقي إلى القيم الإنسانية، أصرّ نشأت وعلاء على تعزيزها في عالم يواجه الكثير من الظلم والأزمات الاجتماعية مثل التنمر وتدمير الأحلام وعدم الشعور بالأمان، إضافة إلى العنصرية والعبودية وما إلى ذلك من إحباطات تخيّب الآمال وتدفع بالإنسان نحو القاع… 

فبعد أن يشتري المستخدم لوحة رقمية، يصبح تلقائيًا أحد أعضاء مجتمع (DEA)، حيث يعمل فريق العمل قبل عملية الشراء على اختيار الأعضاء الذين سيسمح لهم بشراء اللوحات، بعناية ودقة حرصًا على تأمين بيئة مريحة وحاضنة، تسودها الإيجابية والمحبة والاحترام لجميع أفراد المجموعة (Community)، تجنبًا لأي مظهر من مظاهر التنمر أو الإساءة. أمّا في حال ظهورها، فسيقوم الفريق بتوجيه إنذارات قد تصل إلى حد الفصل من المجموعة.

وبعد إقتناء اللوحة، يمكن لحاملها (Holder) بيعها فيصبح حكمًا خارج المجموعة، أمّا إذا احتفظ بها، فيكون بذلك قد حافظ على عضويته وحقّق هدف فريق عمل (DEA) ألا وهو الاحتفاظ بأعضائه لأكثر وقت ممكن. ولتحقيق هذه الغاية، وضع فريق العمل أكثر من خارطة طريق تسمح للأعضاء بالانتقال من مرحلة إلى أخرى والتطور مع كافّة الأعضاء والحصول على امتيازات، مثل المساهمة في وضع دستور وقوانين للمجموعة وكذلك اتخاذ القرارات وحمل جواز سفر (Passport)  تمكّنهم من التواصل بشكل مباشر مع مؤسسي المشروع وهو أمر نادر ما يحصل مع هذا النوع من المجموعات، كذلك يمكنهم الحصول على اللوحات بنصف سعرها أو فتح لهم فرص عمل…

وما يميز مشروع الشابين هو أنهما كشفا عن هويتهما منذ اللحظة الأولى على الإنطلاق ما يعتبر دليلًا واضحًا على المصداقية والشفافية، وهي خطوة قلما يقوم بها مؤسسو هذا النوع من المجموعات، ما لفت الصحافة العالمية المهتمة في هذا المجال حيث ألقت الضوء على مشروع (DEA) على الرغم من الوقت القصير على إنطلاقه.

وفي حديث مع موقع “بشوفك”، يؤكد مؤسسا المشروع نشأت وعلاء أن هدفهما ليس الربح المادي السريع وإلا فكانت عملية اختيار الأعضاء أسرع بكثير، إلا أن اختيار هؤلاء من نخبة المجتمع والاحتفاظ بهم والمساهمة في تعزيز الرسائل الاجتماعية التي يحملها المشروع هو الهدف الأسمى.

صحيح أنّ السرعة في بيع اللوحة يؤمّن الربح السّريع إلّا أنّه سيفقدها  قيمتها مع الوقت وفق توضيح علاء ونشأت، وهذا ما يحرص على تجنبه هذان الشابان، من خلال ابتكار أفكار جديدة من شأنها الحفاظ على الأعضاء لأكثر وقت ممكن، في رسالة واضحة إلى كل زائر أن الانضمام إلى المجموعة ليس لكسب المال فقط إنما لهدف إنساني واجتماعي أيضًا.

من خلال هذه المبادئ والأفكار استطاعت مجموعة (DEA) أن تضم حوالي 18000 عضوًا، بعد 4 أسابيع فقط على انطلاقها وجذب أكبر وأهم مجموعة في العالم في مجال الـ NFT وهي الـ Bored Ape Yacht Club ( BAYC)، حيث انضم حوالي 400 عضوًا منها إلى مجموعة (DEA)، يعبرون بشكل مستمر عن رضاهم وإعجابهم بالمجموعة وبأخلاقياتها، لتكون بذلك مجموعة (DEA) اللبنانية هي أول مجموعة في الشرق الأوسط تجذب إليها الـ ( BAYC).

 

ما معنى NFT ؟
NFT  Non Fungible Tokens أو رموز غير قابلة للاستبدال أو التغيير، وهي نوع من الرموز المميزة الفريدة الرقمية التي يتم إنشاؤها باستخدام تقنية block chain لتشفيرها وربطها بأصل رقمي فريد، ولا يمكن إنتاج أي تشابه معها.
 
وتتميز هذه الرموز عن العملات الرقمية الأخرى مثل Bitcoin و Ethereum بأنها غير قابلة للاستبدال؛ في حين يمكن استبدال أي Bitcoin ببيتكوين آخر، فإن الرموز المميزة غير القابلة للاستبدال تكون فريدة ولا تحل الرموز الفردية محل أخرى، إذ لا يمكن استخدامها كوسيلة للتبادل لأنها غير قابلة للتبادل لعدم وجود شبيهها للمبادلة معه.

وتعد الرموز غير القابلة للاستبدال NFT طريقة ممتازة لتمثيل القطع المادية في العالم الحقيقي رقميًا، فيمكن أن تكون عبارة عن أعمال فنية رقمية، لوحات رقمية، أزياء، عقارات، تذكارات رياضية، عقارات وأي من المقتنيات الرقمية… 

إذن فإن رمز NFT هو عمل فني رقمي يمكن بيعه على Ethereum blockchain من خلال العقود الذكية، وبإمكان أي شخص، اشترى الرمز المميز من خلال Ethereum أو لم يشارك في بيعه أن يصبح مستثمرًا في العمل الفني.

ونظرا لأن NFT تعتمد على البلوك تشين، فيمكن استخدامها أيضا لاستبدال الوسطاء وربط الفنانين والمعجبين مع بعضهم البعض بشكل مباشر دون أي طرف ثالث، فهي تبسّط العقود وتوفر أسواقًا جديدة، وتمكن ملايين الشباب من جني آلاف الدولارات من خلال بيع توكنات NFT.

ويعتقد الخبراء أن الـ  NFT هي الجيل القادم من العملات المشفرة، وقد بيع الكثير منها بملايين الدولارات.

 

110 فرصة عمل: “نوظّف الطاقات وأحدهم ما زال تلميذًا في المدرسة”

هذا العالم الذي قد يبدو جديدًا أو غير مألوفًا للكثيرين اليوم، إلا أن مشروع (DEA) اليافع الذي لم يمرّ على تأسيسه سوى 5 أشهر فقط، استطاع تأمين فرص عمل لحوالي 110 شخصًا من حول العالم ومن جنسيات مختلفة مثل أميركا وألمانيا وأسبانيا والنمسا والإمارات والفيليبين والهند وباكستان في حين خُصّصت الحصة الأكبر للّبنانيين ولفئة الشباب تحديدًا والمراهقين، وهم 45 موظفًا يعملون من منازلهم ويتقاضون معاشاتهم بالفريش دولار، وهنا يؤكد صاحبا المشروع نشأت وعلاء أنهما رفضا استغلال الأزمة الاقتصادية في لبنان لا سيما انهيار سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية لصالحهما ودفع الرواتب بالليرة اللبنانية، معتبرين أن هذا هو الحد الأدنى من الانسانية، إذ يعلق نشأت قائلًا: “لاي بدنا ندفع لكل الجنسيات بالفريش دولار وللبناني بالليرة اللبنانية؟”، مع إصرار الثناني على أن ما يجمعهما مع هؤلاء تخطى علاقة الرئيس والمرؤوس بل أصبحت علاقة إنسانية، تسودها المحبة والاحترام.

كما حرص نشأت وعلاء على تطوير مهارات الموظفين من خلال إخضاعهم لدورات تدريبية طيلة فترة الخمسة أشهر وهي فترة الإعداد للمشروع.

وعن معايير اختيار المتقدمين للوظيفة في المشروع، يؤكد الثنائي أنهما يوظفان الطاقات وليس أصحاب الشهادات والخبرات، إذ تتم عملية اختيار المتقدمين عبر اجتماع افتراضي، يعرض خلاله صاحبا المشروع متطلبات الوظيفة ومن يستطيع تأديتها يحصل على فرصة العمل، مشيرين إلى أن أحد أهم الأعضاء في فريق العمل يبلغ من العمر فقط 16 عامًا وهو ما زال تلميذًا على مقاعد الدراسة.

 

الإعداد للمشروع: 
استغرق وقت الإعداد للمشروع قبل انطلاقه حوالي 5 أشهر، إذ يؤكد نشأت وعلاء أنها كانت وما زالت فترة صعبة جدًا قبل موعد إطلاق المجموعة المؤلفة من 3000 قطعة فنية في 28 من شهر كانون الثاني يناير الحالي، فقد تطلبت ساعات طويلة من العمل على حساب ساعات الراحة والنوم التي لم تتعدّ الـ  4 ساعات يوميًا، وذلك للتمكن من مراقبة سير العمل عن كثب وحراسة المجموعة، لا سيما مع محاولات متكررة لاختراقها من قبل الهاكرز.

وعلى الرغم من كل العقبات والمشاكل التي واجهت الشابين إلا أنهما رفضا الاستسلام والانسحاب واضعين نصب أعينهما فكرة “ممنوع التراجع” حتى الوصول إلى الهدف، بل جعلا من كل حاجز فرصة جديدة للتقدم عشرات الأضعاف، فيعبّر علاء قائلًا: بلبنان جربنا أبشع شي بالعالم”، ويضيف نشأت: “صرنا إذا منشوف شي حلو منقدر نميزه”، وأكدا أنهما أصبحا أمام مسؤولية كبيرة تجاه كل من وثق بهما وانضم إلى المجموعة، وكل من وجد في (DEA) باب رزقه.

علاقة وطيدة وشراكة لافتة جمعتا نشأت وعلاء، فتعاهدا على مبدأ المحبة والعمل الدؤوب، فكل واحد منهما يرى في شريكه الجزء المكمّل له، إذ يعبر نشأت عن ذلك بالقول إنهما محركان للطائرة نفسها.  فعمل نشأت يرتكز على إدارة أعمال المشروع والخطط التسويقية، بينما يعمل علاء على إدارة الموراد البشرية وكل ما يتعلق بعمليات التواصل. 

وفي سؤال عن مفاتيح النجاح أجمع الشريكان على أنها خمسة وهي: الصبر، الاحترام، المحبة، الالتزام، والتصالح مع الذّات، ويؤكد نشأت في هذا السياق: “لا نخاف من الفشل وأستطيع أن أبدأ مجددًا من الصفر في حال فشلت في أي مشروع”، أما علاء فقد أكّد أنّ الاستمرار في لوم الآخرين لا يجدي نفعًا بل على العكس فالحلّ الأفضل يكمن في المبادرة والثورة، وكلّ من مكانه”.

وفي رسالة وجهها صاحبا مشروع Dominant Eagles Alliance (DEA) إلى جيل الشباب، قال علاء: “إلى كل شاب لبناني طموح لا تتوقف عن الحلم، لا تهتم للعقبات، وكن على يقين بأنّ أجمل فرصة تأتي وقت الأزمات”.

أما نشأت بدوره أكد أن الأمل هو الأهم، قائلًا: “لا تنظروا إلى الأمور من  منظار ضيق، لا تقبلوا بالواقع المؤلم، لا تستسلموا، لا تشعروا أنكم تأخرتم، فالنجاح ليس له عمر، والأهم أن لا يخسر شخص القيم الإنسانية لو مهما علا شأنه”. ويختم قائلًا: “كن متواضعًا واتعب جاهدًا”.

نشأت وعلاء لقد أثبتما أنكما أحرارًا من الأعذار التي قد توقف أي مشروع طموح، وصاحبا عزة نفس لم تذلها حفن الدولارات، ونظرة ثاقبة حققتما من خلالها ما لم تحققه خطط الحكومات في بلادكما على مدى سنوات، فأخذتما من النسور أجمل صفاتها ولا شك أن مجموعتكما (DEA) ستجسّد رؤيتكما.
 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *